هل فيلم Troy )حرب طروادة( إنتاج 2004 به رسائل خفية؟

هل هذا الفيلم به بعض المشاهد التي تثري النفس وتثير المشاعر بطريقة غير مباشرة؟

بعد مشاهدتي لفيلم Troy لأكثر من العدد الذي معه لا استطيع حصره استطيع أن أقول من أول مشاهدة له انه فيلم يثير روح الانتماء والإخلاص للوطن والأهل، ويقوم بترسيخ عقائد فكرية وإنسانية سامية بطريقة عرض مباشرة للأحداث دون غموض أو رسائل خفية كثيرة.
ومن المفترض أن لا اذكر ملخص للأحداث الفيلم وذلك لكون الفيلم معلوم للجميع، والجميع أيضا شاهده أكثر من مرة لروعة واتقان الفيلم .
لكن ساسرد فيما هو قادم ما هو لاحظته من (رسائل خفية) غير مباشرة بالفيلم والتي وصلت الى عقلي كفكرة وقلبي كشعور خاص بي كاحد مشاهدي الفيلم، وقبل ذلك سوف انوه عن أهمية (الرسائل الخفية) بالاعمال الفنية وخاصة السينمائية حيث أنها تصل للمشاهد بطريقة غير مباشرة وتتحكم بعد ذلك في توجهاته تدريجيا عند متابعته للاعمال الفنية، وبالقياس على ذلك أيضا تاثير تلك الرسائل على المشاهدين والشعوب فأنه يمكن القول بان العمل الفني إذا تم استخدام رسائل أوأفكار خفية ممنهجه ومدروسة بداخله يمكن ان يتحكم بتوجهات واراء جماهير وشعوب .

مشهد اخيليس “Achilles” وبرسيس “Briseis” (الحديث عن الخلود والموت)

هذا المشهد يناقش بطريقة الحوار بينهم فكرة غريبة على لسان "اخيليس" يقول ان الالهة الخالدة تحسد وتحقد على بني البشر بالرغم من أن الالياذة اليونانية القديمة كما هو معروف تمجد الالهة وتصورهم بشكل اسطوري وانهم يمتلكون قوى خارقة غير طبيعية كما انها تصفهم بانهم خالدين في الحياة وذلك بالمقارنة مع بني الإنسان الذي يمرض ويبلى ويموت مما يوضح مدى ضعفه وعدم وجود مقارنة من الأصل بين الالهة والبشر .

وبرغم كل ذلك يرى "أخيليس" كما ذكرنا أن الالهة تحسدنا كبشر وبعدها يذكر السبب وهو ان البشر على عكس الالهة فانون فكل لحظة في حياتنا الفانية كبشر تعتبر كنز ثمين أو فرصة جميلة لانها لن تتكرر مرة أخرى وذلك يضفي على حياة الانسان الفانية الجمال والسعادة بعكس حياة الالهة الخالدة التي لا تنتهي مما تجعل أي لحظة بها غير مميزة لانها تتكرر بشكل غير متناهي .

هذا الحوار بالتأكيد مر عليك كمشاهد فهل توافق "أخيليس" الرأي أم ترفضه وفي كل الأحوال بالنسبة لي كمشاهد فهو أضاف لي فكرة غريبة لم ترد على عقلي ويمكن استبناط العديد من الاستنتاجات لسبب طرح تلك الفكرة سواء المقصود منها التوجيه الخاطئ او الصحيح للمشاهدين باختلاف عقائدهم وما هو التاثير الخفي المقصود لهذه الفكرة.

 مشهد قتال هيكتور “Hector” مع الرجل الضخم “Ajax The Great”

عن هذا المشهد الذي لاحظت فيه رسالة تاكد فيها على لقب "هيكتور" وهو "مروض الخيول" والذي ذكر على لسان راوي الفيلم في اخر مشهد من الفيلم .

العمل الفني يريد ان يبرز في هذا المشهد ان شخصية وخصائل "هيكتور" اصيلة كاصالة الخيول وعن طريق كادر تصوير معين وإخراج متقن وضح التشبيه وذلك تحديداً اثناء قتال "هيكتور" مع “Ajax The Great” وفي بداية القتال قام “Ajax The Great” بايقاع "هيكتور" من على ظهر حصانه ومن قوة ضربته أطاح به وأوقع بحصان "هيكتور" أيضا فكان تصوير المخرج لطريقة وقوع الحصان تتطابق مع طريقة وقوع "هيكتور" على الأرض وكذلك أيضا طريقة نهوض الحصان مرة أخرى ووقوفه على ارجله تتطابق مع طريقة نهوض "هيكتور" من على الأرض .

هذا المشهد ربط بين هيكتور وحصانه كانهم شيء واحد ومما جعلني افكر هل العمل الفني يريد ان يؤكد على أن "هيكتور" في اخلاصه لبلده وأهله كإخلاص واصالة الحصان الأصيل.

وعند فرض صحية هذا الربط أو التشبيه المقصود حينها يمكن القول أن من الممكن للعمل الفني أن يؤثر علينا من ناحية التعاطف أو عدم التعاطف مع (الشخصية) أو مع (فكرة موجهة) من مجرد طريقة عرضها بكادر كاميرا إبداعي .

وبالقياس على أي مشهد اخر بفيلم أخر او بأي عمل سينمائي يمكن استخدامه بمثل هذه الطريقة لإيضاح أو إيصال فكرة أو التعاطف مع توجه معين بشكل خفي نسبياً.

وبالتاكيد الفيلم كعمل فني مميز به أفكار ومشاهد خفية أخرى تحتاج الى امعان وتدقيق اكثر متروك لكم ولي كذلك لاستخراجها والمشاركة بها وسوف يتم عرض أي رسائل وأفكار خفية خاصة بالفيلم يتم ملاحظتها فيما بعد.